dimanche 12 septembre 2010

مابي مرض رجب بوحويش من معتقل العقيلة


و كأن الحكاية صارت بالأمس....1 سبتمبر 1969 .... كنت في آخر أيام العطلة أستعد للعودة إلى باريس...إنتهت دولة السنوسية في طرابلس الغرب كما اعتدنا سماع تسميتها. انتهت دولة إدريس السنوسي ذلك الشيخ الذي كان أشبه بكبير العائلة منه من ملك على مملكة طرابلس «غير أن قصة إبريق الزيت لم تبق من العبر بقية».
و اليوم هانحن بعد 41 عاما، ما بوسعي أن أقول أو أحكي؟ لا شيء ، لا شيء من الكلام المعقول، أذن ما «لزنا للكلام المرزي»
فتشت في أكوام أوراقي، و في منعرجات الذاكرة فلم أجد سوى صورتين متقارباتين الأولى لعمر المختار و الثانية للشاعر الشعبي الكبير رجب حمد بوحويش
رجب بوحويش من مواليد 1876 بزاوية المرصص غير بعيد على مدينة طبرق ينتمي لنفس قبيلة عمر المختار «المنفة». و كان أهل بوحويش من عشيرة العلوم يسكنون بالبطنان و يهتمون أساسا بتربية السعي والرعي. و كان من الطبيعى أن يكون رجب بوحويش في الحس التلقائي لمقاومة الغزو الطلياني مما تسبب له و لأهله نقمة الطليان الذين صادروا ممتلكات عشيرته و زجت بكل القبيلة في محتشد العقيلة الذي كان لا يقل وحشية عن محتشدات النازيين. و من معايشته لهذا المحتشد المخجل لكل ادعاءات الإنسانية الزائفة للغرب المستعمر، كانت قصيدته «مابي مرض» التي تصف وحشية الطليان و وثيقة تاريخية لكشف جرائمهم.
من هذه القصيدة اخترت لكم بعض المقاطع أرجو أن تنال رضاكم، و هي طريقتي لتقاسم الحلم المغاربي مع أخوتنا الليبيين عوض النحيب على المعيش اليومي التعيس. و ربما كلمة «مابي مرض» التي تعود بصفة دورية في القصيدة هي أبلغ من كل كلامي.....


مابي مرض غير دار العقيلة
و حبس القبيلة
و بعد الجيا من بلاد الوصيلة

مابي مرض حد النكاد
و شوية الزاد
و ريحة اللي مجبرة بالسواد
الحمرة اللي وين صار العناد
عنانها طويلة
لها وصف ما عاد تاجد مثيلة
......
مابي مرض غير فقد الرجال
و فنية المال
و حبسة نساوينا و العيال
و الفارس اللي كان يقدع المال
نهارة جفيلة
طايع لهم كيف طوع الحليلة
إن كانت خطية
نرمي الطاعة صبح و عشية
نشيل في الوسخ و الحطب و المية
معيشة ذليلة
مفيت ربنا يفزع يفك الوحيلة
طايع لهم كيف طوع الوصيف
نسيت الوظيف
بعد بقيتي كنت ضاري عفيف
نشيل الثقيلة

نزازي مزازة من زين حيلة

مابي مرض غير طولة لجالي
و ضيْعة دلالي
و فقدة أجاويد هم روس مالي
يونس اللي كيف الهلالي
كرسي القبيلة
أمحمد و عبد الكريم العزيلة
و بوحسين سمح الوجاب الوالي
و العود و مثيلة
راحوا بلا يوم ذايب ثقيله

مابي مرض غير فقد الصغار
أسياد العشار
اللي يلقطو كيف تمر النهار
الضرابين للعايب صدار
نواوير عَيْلة
ما ينطرو يقول ناسـًا ذليلة
.....
مابي مرض غير ضرب الصبايا
و جلودهن عرايا
و لا يقعدن يوم ساعة هنايا
و لا يختشوا من بنات السمايا
بقول يا رزيلة
و عيب قبح ما يرتضي للعويلة
.....
مابي مرض غير قول اضربوهم
و لا تصنعوهم
و بالسيف في كل شي خدموهم
و مقعد مع ناس ما نعرفوهم
حياةً عويلة
الاَّ مغير ما عاد باليد حيلة
.....
مابي مرض غير فقد الملاح
و دولة قباح
اللي وجوهم نكب و اخرى صحاح
و كم طفل عصران م السوط داخ
حاير دليله
يا نويرتي صاف من دون جيله
......
مابي مرض غير فقدة بلادي
و شي من أريادي
نواجع غرب في خيوط السعادي
طالب الكريم اللي عليه اعتمادي
يعجل بشيله
قبل لا يفوتن ثلاثين ليلة.

توفي الشاعر رجب بوحويش في18 سبتمبر 1952

1 commentaire:

La Trace a dit…

Cruelles souffrances!