mercredi 20 avril 2016

المحجوز بين تونس والشرق الجزائري





قصيد غزلي من نوع المحجوز لشاعر من القيروان إسمه علوان بن حسن من جمع الباحث الفرنسي كونستنتن لويس سونك مدير المدرسة الكتانية بقسنطينة، والمنشور في كتاب المعرب في أقوال عرب افريقية والمغرب.
يبدو أكثر فأكثر أن  الشعر المحجوز  حسب ما تؤكده الوثائق والمقاربات الدراسية خاصة في الجهة الشرقية من القطر الجزائري هو في جاتب كبير مما اختصت به منطقة قسنطينة وداعت شهرته لتنتشر في جزء كبير من التراب التونسي ربما لفترة قديمة نسبية. ومن مقاربات بعض الباحثين الجزائريين حول العلاقة بين التراث الأندلسي -أزجالا وترنيمات- من جهة ومنظومة الشعر الملحون، أن الموسيقى العربية الأندلسية في الجزائر تنقسم إلى ثلاث مدارس، المدرسة التلمسانية حيث نجد الغرناطية أب الحوزي (غرناطة)، المدرسة العاصمية حيث نجد الصنعة أب الشعبي (قرطبة)، وأخيرا المدرسة القسنطينية حيث نجد المالوف أب المحجوز(اشبيلية).
وما يؤكد الأصول الجزائرية للمحجوز ما نلاحظه أولا من ناحية النطم والميزان وكذلك المصطلحات مثل الركاب والتوريدة والجريدة وهي مصطلحات غير واردة في منظومة الملحون التونسي كالدور والأغصان والطوالع. وثانيا من ناحية القاموس والتراكيب اللغوية كما ترد في هذا القصيد مثل عبارات "راه" و"عيد" و"عشيق" و يفتشوا" و"هنايا" عوض هنا و"حوّس" و"إيزور" عوض إيزارر.  وفي الأخير تبقى منظومة المحجوز نظما ودفعا بالغناء وطريقة تقاسم الغناي والسعفاء مختلف مكونات القصيدة، موضوعات في حاجة للدراسة والتعميق بعد ما يتم جمع أكثر ما يمكن جمعه سواء من قصائد الشعراء التونسيين أو الجزائريين ولما لا أن تتضافر جهود الباحثين من البلدين حول مكون من الذاكرة الثقافية الجماعية لتونس والحزائر مثل ما هو الشأن للتراث الأندلسي المتمثل في المالوف.
يا كحيل الاجفان
يا كحيل الاجفان *** اخبرني باللي نريد ماطول نفاڤو
صرت غير حيران *** ما نلفاشي النوم راه جفني اشتاڤو
من شديد الامحان *** كل آخر عنده حبيب ينحب اعڤابو
وآنا غير نهوم اشتاڨ ڤلبي جوابو
راه عيد غفران
***
*ركاب*
راه عيد بعيان *** من عنده محبوب راه لازم يزورو
شهدو بالالوان *** بملاحف كمحا حرير اخضر ينورو
احزوم ذهب ميزان *** وونايس فوڨ الخدود ماذا يشيرو
فوڨ خد نعمان *** يهتزوا من غير ريم حتى يدورو
خرجوا مثيل بيزان *** انتبهوا يا عاشڤين ماذا يديرو
ڤاصدين المكان *** للشيخ القطب حڨيڨ دخلوا يزورو
في بلآد سلطان *** مدينة صبره شهير لا حد غيرو
يتغامزوا بالاعيان *** كل اخرى تفكرت عشيڨ بعثت سفيرو
ڤول له يجيو بتعيان *** غاب الحزّار اليوم لا حد غيرو
خلف الاله سبحان *** عالم بالأسوار راه هو خبيرو
*توريدة*
جاء الرسول سرعان *** ڤال اتحمّل يا عشيڨ لآزم اتجينا
توصل للخندود اليوم اتزول الغبينا
*ركاب*
كيف ڤمت شرهان *** ناديت اسعيفي وڤلت خوذ الوصايه
كون لبڨ فطـَّان *** احذر من لعدا يفتشوا على بلآيا
بالخدع والأفتان *** نصبولي على كل ريح ڤطعوا الثنايا
جا الرجل شجعان *** ڤال اسبڨ ڤبلي وليس تغفل وصايا
لن[1] تخش المكان *** اذا عند الباب يكون سهري هنايا
حلفت له بالايمان *** لن تدخل للدار تراك طير الومايا
هبطت مثل سلطان *** دافع في مال الجريده جاب الكفايا
باشا وزاد غيوان *** ڤالت لي يا مرحبا بمن جا هنايا
الليله تبات شرحان *** عنّڨ صدري والنهود وحوّس اعضايا
فوڨ فرش ما كان *** امخادد من مذهّبِي[2] وإيزور غايه
سرير زيت كتَّان *** يظهرلك من بعد مثيل المرايا
*توريدة*
لمحت مثيل سكران *** هايم على وجهي ولا نڤد الثنايا
سعيت سعي ما كان *** ما نالوشي حد من كبار الزوايا
راه غير غفران
*ركاب*
خرجنا وڤفلت البيبان *** ڤمت بعيني للميزان نلڤاه ضايا[3]
الفجر بان باحسان *** جرّد سيفه للظلآم شڨ الثنايا
يومين زهو ما كان *** ما نالهمشي حد من كبار الزوايا[4]
من عصير ڤطعان *** امزجناه بالماء وجاء شيء غايه
من يريد الافتان *** يڤرب نورِّيه حين يسمع غنايا
أسمي شهير علوان *** ولد حسن نقرا السلآم للي هنايا
والسعفى والغيد وجميع صف الصبايا
راه عيد غفران
[1] لن لها عدة معاني:في هذا البيت نعني: إلى أن أو حتى أن أو لأن في البيت 24
[2] قماش مطرز بالذهب.
[3] ضاويه تحريف لضرورة الوزن.والمقصود بها مجموعة نجوم الميزان في قبة السماء
[4] وقع إعادة هذا العجز ثانية ربما بسبب نسيان النص الأصلي من طرف الراوي.

vendredi 8 avril 2016

كشخ الغناء صرت ليه ناشي للشاعر صالح بوراس التامزرطي




من صنعات الشعر الشعبي التونسي وخاصة في غرض الأحرش وقت اللي الادباء يتحكـُّوا على بعضهم ويرميوا لبعضهم رهانات للمبارزة الشعرية، نوع معروف باسم الكشخ أو الكشخي. والمقصود بالكشخ أن الشاعر ينظم قصيدته بالحروف الكل ما عدا الحروف الشفاهية (الباء والميم) بصورة اللي الفم ما يتسكرش يحب يقول يقعد مكشر على انيابه وهو نوع من العدوانية. مثال في الكشخ للشاعر صالح بوراس التامزرطي في ميزان المسدس.

كشخ الغناء صرت ليه ناشي

كشخ الغناء صرت ليه ناشي *** نقد العطاشي
قهرت الذي جاي قاصد لطاشي
***
كشخ الغناء صرت انا ليه داري *** ع الصّح جاري
قهرت الذي جاي قاصد قحاري
لا يستحي ليس يجعر يذاري *** أسد ضاري
حصل هذا قنيل القراش
***
كشخ الغناء صرت انا ليه حايز *** ع الصّح جايز
قهرت الذي جاي قاصد زقايز
نخلـِّيه كي النّعش هازز جنايز *** ذليل جايز
ندقدقه لين يرجع ارشاش
***
كشخ الغناء صرت انا ليه كارَه *** صايغ اشعارَه
قهرت الذي جاي يغدي خسارَه
يرجع صديد يخلِي ديارَه *** جاني صدارَه
زنديق تحقيق لايستحاشي
***
كشخ الغناء صرت انا ليه ناصص *** ع الصَّح قاصص
قهرت الذي جاي لِيَ يلآصص
نخَلـِّيه على شد الادراك غاصص *** العقل خاصص
نسقيه كيسان حرّ الدهاشِ
***
كشخ الغناء صرت انا ليه صاين *** عالصّح كاين
قهرت الذي قاصد الشـّرْ خاين
سرَّاق هنتاش ليس يداين *** ساس الضغاين
خرصيص لآ يقد طرز النقاش
***
كشخ الغناء صرت انا ليه صايغ *** لآ نيش رايغ
قهرت الذي جاي للجهل طايغ
نسقيه كيسان حر الدايغ *** تزيغ النزايغ
العاطشة نقدها نصير ناشي
***
كشخ الغناء صرت انا ليه قادد *** ع الصح شادد
قهرت الذي جاي لِيَ يضادد
صالح نقد الغناء ليه حدد *** ياللـِّي استادد
خاطيك ساس الغناء لآ تقدَّاشِي

بالطبيعة الغنَّاي المقصود واللي موجه ليه هالقصيد مطالب يرد بالكشخ وفي نفس القافية متاع المطلع عملاً بالقاعدة المعروفة في الشعر الشعبي:" الغناء بالضُّدْ اللي سمعت رُدْ"

jeudi 7 avril 2016

مناوشات قديمة بيني و بين الصغير أولاد أحمد


هالمرود و المكحلة مالبير المهجور
هالعنبر في المقتلة بعبيره المحضور
و حزامك بالمنزلة و أبراجه و السور


هالسيح و ما أغبره يصعب عل المتمرس
و هالواد و ما أهدره يتنوى يتغلّس
و هالباطن ما أوعره متعللي متملّس


هالموجة المترامية نهار ونيسة نهار رغاوي
هالصحراء اللي رامية سراب بعيد سماوي
و هالنيران الحامية اللي تجرح و تداوي


هالوردة اللي طالعة الحيوط انهدوها
و حزامك يا بارعة ابراجه انحلوها
و هالوديان الواسعة اذا جفت نملوها
و حتى النار الحامية بالحب انطفوها

كتابة مشتركة بيني وبين أولاد أحمد ذات ربيع 1989 ونشرتها لأول مرة هي خيل وليل في02/09/2007

mardi 5 avril 2016

سالف على الفايزة في الملاح

ميزان: مسدس
الغرض: سالف

        يعتبر الطالب محمد العياري من اكبر الشعراء الشعبيين الذين اشتهروا ببراعتهم ونظمهم في قالب المسدس، إلى درجة أن بعض الرواة يؤكدون أنه نظم ما يربو عن المائة مسدس أو كثر تغزلاً في من اسمها فاطمة. وقصائد المسدس على عكس قصائد الملزومة أو القسيم تعتبر قصيرة لا يتجاوز عدد أدوارها العشرة في الغالب تكون بدايتها بالطالع المتكون من بيت ذي شطرين( نسميها عرفين وأعراف) غير متساويين ومكب بمفرده وتكون القافية موحدة في كل الأشطار وتعتمد بالضرورة في كل من الشطر الخامس والمكب الأخير من كل دور، في حين يستقل كل دور بقافية جديدة في الأعراف الأربعة الأولى. وجاءت تسمية المسدس من عدد الأعراف المكونة للدور فهي تعتبر لدى الشعراء الشعبيين بمثابة "أبيات" مثل ما يسمى الموقف أيضا بالمربع بحكم تركيبته من أربعة أعراف كقول منصور العلآقي:
بالأشراح *** من وجد الأطراح
مولآه في الڨول فصَّاح *** يجيب الغناء في طريڨه
أو كقول صالح بوراس التامزرتي
أول بدو في المربع *** ومولاه في النحو ينبع
يجسس ويوزن و يطبع *** يصيغ المعاني الرفيعة

ومن قواعد المسدس أن يعود الشاعر في كل دور لبداية العرف الأول والثالث من الطالع وفي هذا المثال تكون العودة في كل دور بـ: سالف على الفايزة في العرف الأول و ظلي مال قفز في العرف الثالث. أو كما في مسدس أحمد ملآك قوله:

بزَازيل حكـَّرتهم بالنظر*** فوڨ الصّدَرْ
مماليك لبسوا شواشي حمُر
***
بزازيل حكـَّرتهم بالالحَاظ *** أعضاهُم بِياضْ
مماليك لبسوا شواشي أعراض
حمَڨ سيدهم بين الاحكام هاض *** بالسيف ناض
ما يسيِّب إلآ طويل العْمُرِ

أما من ناحية عدد مقاطع أعراف المسدس فهي  سبعة مقاطع في الأعراف الطويلة وثلاثة مقاطع في القصيرة.

سالف على الفايزة

سالف على الفايزة في الملاح *** ع الصّدر طاح
ظليم ال ڤفز كيف كر الجناح
***
سالف على الفايزة في الڤبيل *** ما له مثيل
ظليم ال ڤفز كيف لزُّه خيل
والاّ شواشين في عڤب ليل *** غُرما كساح
بيناتهم صار ضرب السّلآح
***
سالف على الفايزة في البنات *** ع الصدر فات
ظليم ع الدحي حضّن وبات
والآ سحابات متلآڤيات *** في أرض الشياح
بيناتهم شيّر البرڨ لاح
***
سالف على الفايزة في الجوار *** طايح اغمار
ظليم ع الدحى في أرض الڤفار
والآ سحابات ال طلع في النهار *** تڤوَّى اكساح
واللي شبح يحسب الليل طاح
***
سالف على الفايزة في الصبايا *** طايح رمايا
ظليم ال ڤفز شاف صيَّاد جايه
هكـَّاك في اللفظ حكـّرت نايا *** بالمسك فاح
مع عنبر الطـِّيب زادَه وشاح
***
سالف على الفايزة في الولآيف *** ع الصدر حايف
ظلي مال ڤفز فز م الزُّول خايف
على فاطمة أم الحزام السفايف *** كحيل الشباح
هوى حبها زاد ڤلبي اجراح
***
سالف على الفايزة في الغوالي *** طايح حمالي
ظلي مال ڤفز م الزول جالي
من اولاد عيَّار نرتب مقالي *** الفاظي صحاح
أنا كيد للي طلب المزاح