dimanche 20 août 2017

نهج الحُـكـَّام (28)


(28)
***

في ضمانة سيدي بوغانم وسيدي سهيل.
طفات الفانوزه، لحظات كان قدور هزه النعاس، حست اللي كسبت معركة مهمة في علاقتها الصاخبة معاه، ما حاولتش تكسر راسها باش تفسر سببها والا أسبابها، المهم حست اللي المان وللى في يدها وما عادتش فريسة سايبة بن ايديه برغم اللي ماهيش متاكدة اللي تبديل سيرته ناتجة على تهديدها وشدانها صحيح، الحكاية اكيد فيها حاجة غايبه عليها اما لازم تكشفها؛ كيف حست اللي حتى هي تبدلت فيها حاجات ترجع لما اكتشفته مع لجين في حكاية البدن والشهوة واللذة والمتعة ما بين ما تطلبه الفريسة والجسم وما بحبه القلب وما تشتهي العين وما يستناه المخ... 
قبل ما تطيح اشفارها وترخي بدنها الغض لراحة النعاس، رجعتلها السيرة اللي رواتهالها لجين، وسرحت بخيالها في برور ما تعرف منهم كان اسامي كيف في خرافات العزايز تتخيلهم بما تجمع في ذاكرتها من حاجات قراتهم في القصص والا دروس التاريخ و الجغرافيا والا تصاور ضايعة من تلفزة بلا مطعم.
في بر بين سهول وجبال، في ترببعة تحدها حيدرة وتالة و فوسانه وسبيطلة، وطن ماجر وفراشيش، وفي دشرة على طريق كرين موش بعيد على العيون في صرة بلاد اولاد غيلان في آخر الخمسينات، ولد صغير ناشط كل يوم يبدى قدام الحانوت .والحوانت في هالبرور هي الملقى، ليها توصل الأخبار والسلع والجوابات والتساكر، وعند الحوانتي يخلو الوصايات وفي الحانوت يتم البيع والشراء من العطرية للشياه والغنم والعشابة والخضارة والنعمة والفحم و سكك المحارث وايدين المسح واماس الحجامة والذبيحه. هاك الشنتي متوقظ ومن عينيه تلمع نباهة لكل شيء، يشوف في اللي يتباع ويتشرى يفهم في حساب ما يتباع بالكعبة واللي بالكيله سوى قلبة والآ ديڤة والا ارطال وقناطر وبرغم اللي ما مشاش للمكتب بدى يفرز في رشيمة الأعداد والحروف وكان الحوانتي يكلفه ساعات يقيد قي كرني الطلوق لأهالي الدوار والآ يحاول يهجِّي اسم حد جاته نسكرة والآ بريه. الناس الكل يبشبشو بيه إجا يا مكـِّي وبره يا مكِّي. 
أبَّيوُ ما في حالوش ما بعثوش للمكنب، هاو ثمّه واحد من التجار اللي مستانس يجيب سلع على كميونة 203 ويسلع من الدشرة حسب الفصول حمص والآ حلبه والآ فحم والآ سعي والآ نعمه، حب هاك الطقل وغاضه حاله اللي قعد ما مشاش للمدرسة، نادي لابيو وقدام الميعاد متاع الحانوت عرض عليه يهزو معاه ويتكقل يقريه مع اولآده، وباش يطمن بو الولد وامه قاللهم نهزكم معايا في المشيه الأولى تتعرفو على الدار والمرى والصغار، قدام الميعاد البو ما نجمش لآ يقول لآ إيه لآ لآ حتى يشاور مرته وعمومته وخيوته اللي اكبر منه. بات البياع عند الحوانتي ليلتها يستنى في ما باش يتفقو العايلة عليه.
من غدوة قدام الميعاد متاع الحانوت جاء بو المكـِّي ووصى على قضية الفطور وعلى برشني و عزم الجماعة يتغدو عنده بعد ما توصل تفاهم مع عايلنه على مشيان المكي مع البياع.
من هاك النهار نبدلت حياة الطفل وتحلت في وجهه ثنية جديدة ما كانش يتصورها لآ في اليقضة ولآ في المنام. فطرو أعيان الدشرة في حوش أبَّي المكي ومدو ايديهم فاتحة باتوفيق للشنتي وشهادة على ما تم من اتفاق بالكلآم بين البياع وعايلة المكـِّي، وركب الطفل ومعاه صر لحويجاته وركبو بوه وأمو، وما ليل عليهم الليل كان هوما في راس الدرب تعرفو العيالآت على بعضهم بعد ما قبلو ما جابولهم هدايا من بر الغيلآنية من عسل وسمن وما لذ من نفاح سبيبة.
هكه بدات حكاية المكي بو لجين وما كان سبب لدخوله للقراية في فرع مدرسة ترشيح المعلمين في المركاض برغم ما ضاعله من أعوام بعد الستة سنين، توصل في عامه الأول يربحهم بفضل شعلة الذكاء المتوقدة طبيعيا في ذهنه. 
ما بين راس الدرب والمركاض ورحبة الغنم وسوق العصر جزء كبير من ربض تونس القبلي تحل قدامه ويرجع يحكيه ويخرفه لأخوته البنات كيف يروح للدشرة اللي يعاود يخزّن منها ما صار وحدث في غيابه لدرجة أنه وللى عنده حافظتين يحاول يوفق ما بيناتهم ووللى عنده لهجتين ما يلزموش يخلط ما بيناتهم. النهم متاعه لالتهام المعارف في المدرسة وفي الدنيا وفي هاك الحومة الزاخرة بالأحداث والشخصيات وموطن كوارجية الافريقي ومعقل الزعيم وين دار سي الحبيب ونهج بوخريض دار عمر الفياش وما يغرف فيه من معارف في فرع الترشيح مع اقرانه واللي اكبر منه خلآه كيف الاسفنجه يشرب ويمتص كل ما يقراه وما يسمعه وما العين تراه. 
هاذي بداية عشق لجين للشخصية الااستثنائية متاع بوها واللي كانت تتصور أن حكايات مسيرته من هاك الدشرة الغيلآنية حتى لوصوله لما صار وما عرفت منه من صغرها حتى كبرت، ننصورها من حكايات الساحرات الطيبات....
يتبع

Aucun commentaire: