mardi 8 août 2017

من ذاكرة الاغنية البديلة الهادي قلة غناية ليها واكرم المعادن

( 3)
غناية ليها او ساعات نهارات
بعد قرابة ثلاثة اشهر من عمل وتمرينات ليلية في الغالب نظرا لالتزامات بعصنا المهنية، تمكنا من خلق ديناميكية حول المشروع الميرحي جلب لنا مساعدات معنوية وعينية تتمثل في كميات من الملابس المنسية في محل غسالة وتنظيف بالجاف، كما جلبت لنا نقدا لاذعا من بعض السياسيين المحترفين الذين لم يرو في العمل الا تمييعا للقضية لانعدام الخطاب السياسي الراديكالي مثلما تقتضيه دكتاتورية البروليتاريا وضرورة الالتحام بالجماهير الشعبية الكادحة. في حين كنا بدون اي موارد ماليه او دعم من اي جهة كانت تمكنا من تحريك سواكن الكثير من الجهات الجمعياتية والتنظبمية للحصول على تجهيزات الانارة والكوابل الكهربائية وما نحتاج اليه من انابيب الفولاذ وقماش الجوت (الخيش) لتهيئة الديكورا ت. ليلة عشرين مارس تحولت ارضية قاعة دار تونس الى ركح في حين تحلق المشاهدون حولنا في دائرة ذات 300 درجة لمشاهدة العرض الاول لمسرحية القاسم عزاز.
تم العرض الاول بنجاح وتوالت العروض في ملعب شارليتي في حفل PSU تحت خيمة عملاقة في كنائس وفي مبيت عمالي ومركز للتكوين المهني وصولا الى عقد لمدة سهر بمسرح السيرانو قرب ساعة الباستيي.
في تلك الايام كان الهادي يمر بحالة انهيار نفساني وكان يقيم في بيتي بمونروج... وامام تازم حالته اقترحت على المجموعة اقحامه في المسرحية حتى يسعر انه نافع في بعض الاعمال من ذلك انه لحن بعض المقاطع المغناة في المسرحية مقل 
في الحاصل في الحاصل 
هالبوسط باراج فاصل 
بين اللي استماك وسبق
ووللى صاحب حق
بين اللي هوما مالفاضل
واللي ما يحقلهم حق 
سماوهم الناعسين ما نساوهمش
سماوهم التاعسين ما خلاوهمش مرتاحين
السمية عايشين قالو عليهم عاجزين
كناوهم الكل بعزاز 
حرمو فيهم حتى الجلاز.
وهكذا كانت تلك التجربة منقذه ومنعشة بعض الشيء وفي سياقها وبانتقاله لبيت الرفيق الهاشمي بن فرج الذي سيمده بقصيد البابور وفي ظروفه المتازمة تلك يتكون ولادة لحن اغنيته الاولى بابور الهجرة.
في ظروف شبيهة وهو متزوج من رفقة دربه دومينيك سيعيش الهادي ازمة نفسبة حادة ستوصله للمصحة للعلاج في تلك المرحلة سيكتشف الهادي بعد مرحلة خمي سنوات من صدور اسطوانة البابور، امكانيته الشعرية بكتابته لنصين اساسيين في مسيرته، نص شخصي كعربون وفاء لزوجته دومينيك على وقفتها الى جانبه رغم صعوبة الازمة التي مر بها هءا النص الحميمي في كلماته وفي بنيته الموسيقية سماه : " غناية ليها" لحنه في مقام السيكه رصد في بنية ايقاعية دون الحاجة للايقاع وهذا التوجه اللحني سيجعل الهادي منه طريقة بناء طرفة وخاصة به فهو يفصح عن ايقاع الاغنية كن خلال النوطات الاولى للترنيمة على اوتار العود وبترديده لمرات حتى يرسخ اللحن في الءهن والذاكرة. وجاءت كلمات القصيدة في اسلوب " الشوارعي" الحضري لمدينة تونس بكلمات وعبارات بسيطة من السهل الممتنع :
ساعات نهارات
تبرد فيها الشمس
في عز عمر الصيف
يغيب خيال الخلاعيّة
يولّي طيف..
شطوطها تدوان
الموج فيها يهرّب
تكفر منها الروح
في الجسم و تتغرّب..
***
ساعات..
نهارات..
السما و الما و ضوّ النهار
الكلام السّلام
الهوى و النوّار
الباطل..الصواب
و عيون الأحباب..ضباب..
شمعة طافية..
غناية بلا قافية..
***
ساعات..
نهارات..
تخلى المدينة بألوانها بديارها
تصمّ و تبكم بكبارها و صغارها
بردها و دمّارها
يوحّش أنوارها
بعسسها و كباراتها
بحسّها و عياطها
دمّها..دموعها..
بعروقها و سكاتها
بجناينها وشوكها
تفرّغ حكاياتها..
ساعتها..
نهارتها..
الغربة..و نسيان الأحباب..
الوحشة و الكساد
مع الضباب توخّر
و كل ثنيّة تعمر..
و تفيق الديار..
الشارع يذرّي الكمون عالصغار
***
من همسه..
من لمسه..
من تحريكة خمسه
الورد يفتّح و يفوح
بخيال الغايبه..
خيال الحاضره..
الغايبه..الحاضره
الحاضره..الغايبه
خيال أخت الروح
وتتابع الكلمات والعبارات باللسان الدارج وكل كلمة تنسي سامعها سابقتها كقوله في المقطع الاول: تبرد في الشمس في عز عمر الصيف
او شطوطها تدوان الموج فيها يهرب
او تكفر منها الروح في الجسم تتغرب
عبارات لا تترك القاريء الوقت للتنفس لذلك جاءت الاغنية من النوع الذ يجب سماعه مرات ومرات او حتى بصورة حلقة En boucle.
او العبارات التي نسمعها دون الانتباه لما فبها من شاعرية كقوله
السماء والماء وضوء النهار
او شمغة طافية غناية بلا قافيه
او وتفيق الدبار 
الشارع يذري الكمون عالصغار
او من همسة من لمسة من تحريكة خمسة
القصيدة جاءت في خارج منظومة موازين الملحون حرة في ايقاعها ومم خلال هذا الايقاع جاءت الترنيمة حرة غاب منها التطريب ليحضر الوجدان الذي يتملك من المشاعر في صمت ماعدا اوتار العود تخفق والحنجرة تكاد ابكي وتشهق.
لحن غناية ليها مفحم للكثير من صبيان التلحين الذين لا يتصورون اللحن دون تخت وجوق واربع الات ايقاع.
سنة 1982 كانت بالنسبة للهادي اكتمال رؤيته للقصيد واللحن في ابداعين غناية ليها واكرم المعادن

Aucun commentaire: