dimanche 24 septembre 2017

اعطيني قرطلتي ما حاجتي بعنب





يقول المثل الشعبي : "إذا طاح الشرشور باريك من القشور" والمقصود بيه في الخريف، كيف تهبط الغلة اللي كي الشرشور: عنب ولمسية ورطب ورمان ما يلزمش الواحد يقعد يتبع في القشور ( دلاع وبطيخ). 
بالطبيعة هذا وقت اللي كانت الغلل في فصولها موش كيف ابامنا اللي نحبو بالسيف نهبطو العمب بلاش قلوب (حقة حقة القلوب يقلقو) في عز جوان وجويلية حتى كان لزم نستورد العود من ايطاليا والا من اسبانيا على حساب العود المحلي وربما تكون شتل جينبا مبدلة وما انجموش نقراو العواقب متاعها على الاعواد والشتل المحلية.
البلدان اللي تحافظ على ترابها موش من الغزو العسكري والا الارهاب اما حتى ضد الغزو الزراعي والنباتي.
ما نيش من الدخلة والا من فريقا والا من رفراف وما عندناش اصول فلاحية اما كبرت وحليت عينيا على اربعة اشجار في بلاد قاحلة اما عام المطر تعطي اروع الغلل: الزيتون والكرم ( التين) والنخل والعنب. كبرنا على تنوع طعمهم ولونهم وحجمهم ووقت طيابهم ووقت ذكارهم وتشريح الكرموس وقطعان البلح والرطب والتمر. العنب عندنا اغلبه ذواقة ما بين عدد من الزبتون والكرم والنخل تلقى عنبة والعنبة عندنا ارضية ماهيش معلقة عنبها جيد معسل يخلف حموضة لذيذة في اخره.كنا نخافو من العنبة على خاطر ما ينجمش الواحد يعرف آش تحتها من هوايش اصالي ولفاع. اهلنا الكبار يعرفو يحيروهم باش يخرجو ويخليوهم ياخذو بايهم معاهم في عناقد عنب.
شخصيا عرفت العنب في الكبر اعوام اللي خدمت كاتب هباط في سوق الجملة المنصف باي. كنت نخدم في الثلاثة شهر متاع الصيف نخلطو على بدو العنب في اخر اوسو اللي يدوم 40 يوم . خدمت في اول الستينات عند هباط طليان وكانت ما زالت الفلاحة الطلاين والفرنسيس. 
كيف يوقف الشاري على صنادق اي غلة ما يقولش قداش العنب والا الكرموس والا النزاس اما يسالو بقداش المقرقب والا الزيدي والا السلطاني والا الفتني والا الرزاقي والا المسكي... شتل تونسية فيها اللي تركبت وتحسنت فيما بينها واللي تحسنت بالتلقيم متاع اعواد طليان. في هاك الوقت كانو يتسمى العنب على رفراف وراس الجبل وسونين والعالية الحاصل مرابع الاندلس وبتسمى على الدخلة قربة وبير دراسن وبني خلاد ومنزل تميم . وأنواعه المحلية هي المسكي متاع رفراف ومسكي التونسي والمقرقب والرزاقي والشتلة الطلبان تسمات مسكي طاليا وثمة انواع اللي تبقى للزبيب وهي من اختصاص مناطق الاندلس الزبيب العسلي الجيد والزبيب الغليض الحموري. الجيد للطياب في الكساكس والا في تشكيلات الفاكية ( نوعية اندثرت من جراء التوريد من تركيا وايران) والخشين من اختصاص الكعاكة يهود والا مسلمين يستعملوه للبولو في الغالب. وكذلك ثمة العنب متاع الداويرات الصيفية في سواني الدخلة اغلبهم للاستهلاك العايلي وكذلك دوالي الواحات في قابس والجريد والزارات وقفصة وجنانات صفاقس وما جاورها اللي نلقاو فيها برشة عنب اكحل وحموري من نوع بزول خادم وامثاله.
العنب يتفرق من بعضه باربعة مكونات: المطعم من اوله وما يخليه في اخر الفم. ولحمته مكبدة والا ذوابة والا نوقة والا حلقوم. والقشرة ملسة سلسة حرشة كيف الدباغ والا غليضة لا تتمضغ ولا تتبلع. والقلب عظمي عاتي تحت الضرس والا لين يتبلع بسهولة والا بكثرة في الكعبة والا قليل وخفيف عشرة يتهروش بين الكعبة واختها. وثمة خاصية ناس تحبها وناس ما تحبهاش هي رد الفعل متاع الكعبة تحت الضرس هاك النوع اللي يختص بيه المقرقب ويبدى طرشاق في الفم مع كبر الكعبة يعطي احساس ايروسي في ماكلته اللي تبدى بملامسة الكعبة الكبيرة بالشفايف وتعمل دورة في داخل الفم كايني حاجة جنسية وتنتهي العملية بين الزروص بترشيقة وبعدها انسياب متاع عصير يروي وكانها لذة شبقية. كيف ما عند تذوق الرزاقي اللي موش مستانس بيه لازم يشرق من شدة حلاوته...
كيف ما عناصر التراث الغير مادي الفلاحة ومنتوجها واستهلاكه مكون ورافد اساس من بلورة الهوية الوطنية، التركيز على عنصر جيني كيف تنحي القلوب مسح من خيال ومعرفة الاجيال الجديده برشة معارف ولذة ومتعة وعلمهم الكسل كيف كسكروت الشاورمة بلحم القطاطس.
يقول المثل الفرنساوي الوظيفة تخلق الجهز حولوه بطريقة تحويل وجهة حتى وللى الوظيفة تخلق الحلاوة. (L'orgasme) . احنا في جرة الحلاوة ميش الحلاوة الاخرى، يظهرلي ضيعنا الوظيفة.

Aucun commentaire: