vendredi 2 mars 2018

نهج الحُكـَّام


31

المكي باش يطير مالفرحة، اما وقيلة بوه اكثر منه، لين زعمة كاس التاي مشى ما بين صوابعه من الربثة اللي جاته. شفطه في جغمة . برنامج الصحبي تفرعس، سلم على البياع بالأحضان وسمع منه مخ الهدرة متاع مدير مدرسة المكي، ورجع لعمر وقعد يتخالى معاه، كانك من المكي وينه طار رجليه اعلى من راسه لحوشهم.
الصحبي عبَّى القضيات في شكارة ورماها فوق ظهره وقال لعمر:
- غدوة الفطور ها عمر كلم الجماعة يجيو بكري.
وشد الثنية ومع هذا ما هزش عينيه من الوطى يتمقل تبانلوش جرة حوافر خيل والا روث مشتّع..

***
رجعات المكي بعد مدة قرايته الطويلة في تونس خلقت في نفسه المشتاقة جوع ونهم كبير للدشرة ولاماليها ولاهله واخوته وبالطبيعة لبوه وامه، أما حتى للسعي والكلاب والبقر والفضاء المستاسع وللواد والكدية وجبل المقارح وطوابي الهندي وللكرم وشجرات اللوز وخشة الدجاج وحجل بيشكو كاينه انفاسه تضياق من حومة راس الدرب وبنيها وزناقيها ونظره محصور مقصوف من الحيوط وسمعه مهرج من حس الكرارط والكراهب الماشية جاية في نهج عبد الوهاب وهرجة الكوارجية في بطحة المركاض ورحبة الغنم... 
في القرية حواسه تفيق، النظر يسرح للبعيد والسمع يرهاف للاطيار وللريح في الأشجار وصوت اليمام والمنيار وغنة داداه كيف تبدى زاهية بين سدايتها والا بين هويشاتها... كاينه بدى يحس اللي باش يضيع عليه هالعالم بما فيه واللي حل عينيه فيه وتعوّد بيه، كاينه خايف لا البعض من صغره الهادي المطمان باش يهرب عليه من غير رجوع... 
بدى حاسس بروحه اللي قاعد يكبر وان عالم آخر باش يفكه من هالجنة اللي حاسس بيها تضيع منه كيف حفنه رمال الواد الهارب بين صوابعه... كاينه بين نارين وحدة تحرق والاخرى سخونة...
***
منية قامت مفجوعة على صوت وقاد جامع الجديد يلعلع بصوت يرعب رقود الجبانة:
الصلاة حضرت  الصلاة يرحمنا ويرحمكم الله 
عاودها مرتبن والا ثلاثة وردفها ب"الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم "، وشخرات قدور المتقطعة فكروها بليالي ما صدقت لربي محاتهم من ذاكرتها... اما في ومية استرجعت ما صار اول الليل واستحلات بدن قدور الدافيء وبعثت الوقاد يرهز وفي قلبها قالتله حتى النوم وحاجة اخرى ما عندك فيهم ما تقول. واقتناعا بالمثل اللي يقول" اللي شنعت تكمل ليلتها"، رخات روحها وحضنت قدور ورشقت بزازلها المبندين بشهوة جارفة في ظهره وفخذها اليمين دكّتُه بين افخاذه وقعدت خانسة تستنى في استفاقة شهوة قدور المكبوتة وعاملة روحها مولى الدَّار موش هوني، بدنها يتوهج رغبة وكاتمة انفاسها بجلد وشيطنة وبركبتها تحاول توصل لمبتغاها تحسش الروح راجعة في غرمول قدور، حست بكرارزه لعّبت عليهم ركبتها لين كيف اللي ضربها الضو وقت حست القُرناب يتحايى، وبشفايفها مسحت على رقبته بحنان ورقة ورمات يدها اليمين على صدره وعدات ريوس صوابعها على حلمة بزولته، حست في بدنه رعشة، وتكسلت الفلقة متاعه بين ساقيه وتغيرت نبرات انفاسه وتسارعت دقات قلبه في عروق المذبح وبلسانها تذوقت شحمة وذنه وزادت بالناب قدمتها جاء باش يتحرك تمكنت من بدنه وبهمسة سخونة قالتله
- بسعاد قدور بسعاد،
طاوعها بالسكات وهي طلعت فوقه وقلبته على ظهره برقة ورخات بدنها الضاميء على بدنه اللي يفور كيف الارض البور في اوسُّو والتهمت فمُّه وشفايفه تمص وتقدم بزالها كيف الكور بيناتهم وتحس في حديده يترمى يغفّق يمين ويسار على فخاذها وفي حركته مرات بجي كف وغرزة مع نونتها المعنصلة كيف سنة الثوم، تسارعت انفاسهم و كبر شهيقهم قوست بدنها كيف النشاب وبيدها جبدت نبله و حطته في النيشان والنبي مولاك ولا تخيب قاصدك وبيدها لقات فلسة الفايوزة شعلتها ضوات بدوناتهم نار تسرج وخيالهم مالي الحيط، باين فيه ضل ترمتها المتشنجة طلوع وهبوط فرداتها مفتحة كايني زهرة غريبة من بلاد الواقواق، حست صيحة طالعة من افادها قدمت على شفتها وضمتها على شفته تقنطر بدنها بما في عضلاتها من قوة لذة تزامنت مع الاصوات المرتفعة من الابعاد ومن القريب تكمل في الآذان: " حي على الصلاح حي على الفلاح".